للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الهاشمي، واتجه إلى البردة ومعارضاتها، وما تمخضت عنه البديعيات النبوية من مباحث أدبية هامة، ولكن اللجنة المؤلفة لبحث الكتاب قد أشارت بحذف هذا الجانب من القول لبعده عن مدلول التصوف، فظهرت المدائح النبوية بعد ذلك في كتاب خاص، ولعله أول بحث مفصل يعنى بتاريخ هذا الباب، وقد مزج فيه المؤلف بين العرض والتحليل والتاريخ والاستنتاج في طراز موفق شفاف.

وقد كان انتداب زكي مبارك إلى التدريس بدار المعلمين العالية في بغداد ذا أثر هام في حياته الأدبية، إذ أن الفترة القصيرة التي مكثها بالعراق قد ألهبت قريحته وأذكت نشاطه فسطر مئات الصحف في الدعوة إلى العروبة، وتوثيق الصلات بين القاهرة وبغداد، واتصل برجال الفكر والسياسة في القطر الشقيق فنزل بينهم نزلا كريما، وقد وصف الآثار العربية، بحاضرة العراق وصفا بديعا، كما نقل للقراء في شتى بقاع العربية، صورا خلابة عن غابات النخيل في البصرة، وسجع الحمائم في الموصل، وبقايا السحر في بابل، ورسم تألق القباب العلوية في النجف والكرخ، وألقى عدة محاضرات بنادي القلم العراقي، وقاعة كلية الحقوق، ونادي المثنى , والإذاعة العراقية، حول الثقافة العربية، وجمع كتاب ليلى المريضة بأجزائه الثلاثة كثيرا من آرائه التي تحدد صلة مصر بالأمم العربية، كما شرح معضلات الشباب في مصر والعراق موضحا ما يراه من الحلول والأدواء. . ونحن نحمد للدكتور هيامه بالوحدة العربية، وكفاحه من أجلها أطيب كفاح، وللقارئ أن يستعرض عناوين مقالاته في كتاب وحي بغداد ليعلم أي جهد قام به الدكتور في توثيق الصلة بين القطرين، فقد تكلم عن العروبة في مصر تارة، وعن المذاهب الأدبية المصرية طورا، وعن الجامعة العراقية وما يجب أن يبذل في سبيل إنشائها من مشاق،. . . وحين رجع إلى مصر، تحدث عن الفن المصري في العراق، وعن الأندية الأدبية في حاضرة الرشيد، وعن نهضة التعليم في دار المأمون، وأطنب في ذكرياته عن دجلة والفرات والرصافة والجسر وليلى وظمياء، وفي كتابه (ملامح المجتمع العراقي) أحاديث طيبة عن رجال العراق وقد نشرت أكثر فصوله وفصول ليلى المريضة بمجلة الرسالة الغراء. . .

وقد رجع الدكتور إلى مصر، ومعه فوق ما تقدم من كتبه، مؤلفه عن عبقرية الشريف الرضي، وهو مجموعة محاضرات أدبية ألقاها المؤلف في قاعة كلية الحقوق ببغداد، فكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>