المطلب، والسباعي بيومي، ومحمد مسعود، وغيرهم. . . ومع هؤلاء أناس ناقشهم الدكتور وآثروا الراحة فلم يعتركوا معه في الميدان كطه حسين وعبد العزيز البشري وأحمد أمين وفريق من أعلام الأدب في الشام والعراق.
ولقد كان زكي فخورا بمعاركه الأدبية، وطالما تحدث عنها في كثير من التيه والإعجاب، وقد قال عن نفسه (أنا لا أرى الحياة إلا في حومة القتال، وليس الأدب عندي مزاحا أتلهى به في الأسمار والأحاديث وإنما هو عراك في ميادين الفكر والخيال) كما نقل في آخر الموازنة بين الشعراء قول بعض أصدقائه عنه (إن مباركا رجل ثائر لا تروقه الحياة، ولا يستطيب العيش إلا بالغزوات العلمية، ولو جاز وصف المساجلة كمعركة حربية، وتشبيه الأدباء بالجيش لتمثلت مباركا ضابطا من الضباط يزدان صدره بالأوسمة والنياشين لكثرة ما نازل من الأقران)
وقد كان مبارك يعتقد أنه طالب علم مدى الحياة، فهو لا يعرف للإجازات العلمية حدا تقف عنده، بل يحب أن يجلس دائما أمام الأساتذة، مهما امتدت به السن، ونال الدرجات، ليجد أمامه فرصة متاحة للصيال والنقاش. وقد تقدم بكتاب ضخم عن التصوف الإسلامي وأثره في الأدب والأخلاق لينال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة فؤاد، وتألفت لجنة من كبار أساتذة الجامعة لمناقشته وحسابه، فمنحته إجازة الدكتوراه في الفلسفة بمرتبة الشرف، وكتاب التصوف مشهور متداول، ومزيته الصحيحة - كما قال المرحوم جاد المولى بك (أنه لم يؤلف للدعوة إلى التصوف أو الهجوم عليه، وإنما ألفه مبارك في نقد التصوف فبين ما فيه من محاسن وعيوب، وكشف عما يتضمنه من قوة وضعف، في صراحة رائعة وأسلوب متين) وأجدني مضطرا إلى أن أذكر أن الروح الأدبية قد جمحت بالدكتور في بعض مواضيع الكتاب، فلم تحدد بعض حقائقه العلمية تحديدا يتكشف للقارئ من أقرب طريق. وقد أجهدت نفسي كثيرا لأفهم ما قاله الدكتور عن وحدة الوجود، فلم أخرج بطائل مع أنه ملأ الدنيا تشدقا بما كتبه عنها في التصوف. وقد أكون ذا عقل واهن لم يستطيع السير في هذا المنعرج الدقيق.
وكان الدكتور قد خصص جانبا من كتابه للبحث عن المدائح النبوية، وأطال القول في صلتها بالتشيع، كما تعرض إلى الكميت ودعبل والشريف وغيرهم من شعراء البيت