أتلقى منذ كتبت بالرسالة مقالي عن الإسلام والنظام العالمي الجديد كتبا ورسائل مطبوعة وغير مطبوعة، يتكلم المطبوع منها عن القادياني والجماعات التي تناصره أو تنفصل عنه، وتفسر الرسائل الأخرى بعض ما يؤخذ على الدعوة القاديانية أو تنحى على هذه الدعوة باللائمة وتحاسبها على التفرقة بين المسلمين وإحداث البدع في عقائد الإسلام.
ومن أعجب هذه الرسائل رسالة مؤيدة للقادياني من زاوية الحصني بدمشق طبعت في أعلاها الشهادتان والبسملة، وأن الدين عند الله الإسلام، ثم هذه العبارة:(نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود، وقال كاتبها: (إن أحمد عليه السلام ادعى النبوة حقا، وليس في ادعاء النبوة مخالفة للإسلام أو لدين من الأديان كما تقولون، وإن المسيحية تنكر مجيء أحد بعد المسيح عليه السلام سوى رجوعه إليها بالرغم من وجود ذكر النبي بعد المسيح في أول إصحاح من إنجيل يوحنا. وأما القرآن المجيد فآياته بينات واضحات في بقاء الوحي وبقاء النبوة غير التشريعية، ولا يوجد غير آية واحدة تخالف حسب تفسير الشيوخ الآيات الكثيرة المفسرة بعضها لبعض وهي قوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين). ولم يتفق المفسرون على معنى لفظ خاتم النبيين بمعنى أخرهم زمانا، وهم لو اتفقوا لنجم عن اتفاقهم تكذيب للقول بمجيء المسيح عليه السلام. فإن لفظ خاتم النبيين لا يفيد انقطاع النبوة بل على العكس يفيد ضرورة عرض كل دعوى من دعاوى النبوة على خاتم النبيين أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم ليختم ويصدق على صحتها سواء أكانت تلك الدعوى قبله أم بعده. . .) إلى آخر ما قال في هذا المعنى.
على أن البريد قد حمل إلينا رسائل أخرى تنفي عن القادياني أنه ادعى النبوة بمعنى من معانيها المعروفة في الأديان الكتابية، ومن تلك الرسائل رسالة مطبوعة في لاهور أذاعتها (الجماعة الأحمدية لإشاعة الإسلام) وذكرت في صدر البيان عن هذه الجماعة أن مقاصدها هي خدمة الإسلام وتوحيد المسلمين والدفاع عن الدين ونشر الدعوة إليه، وأن أعمالها لخدمة هذه المقاصد هي تأليف بعوث للتبشير في أنحاء العالم وتدريب المبشرين على هذا