لقد جلت الدراسات التي قام بها العلماء في مستهل القرن الأخير أهمية العدد الصماء وبينت تأثير مفرغاتها الداخلية على تنظيم وظائف الأعضاء وعلى التوازن المتقابل الموجود بينها كما أنهم ذكروا الأمراض التي تنجم عن فرط أو نقص هذه المفرغات والأدوية الغدية الحديثة التي كانت عجيبة بنتائجها.
فقد ظهر أن لهذه الغدد إفراغات داخلية تصب رأسا في الدم تدعى (هرمونات لها تأثير منشط لوظائف حجرات الأعضاء، وقد قسمت هذه الغدد بالنسبة لإفراغاتها هذه إلى قسمين:
القسم الأول: لها إفراغات داخلية فقط مثل: الغدة النخامية ثم الغدة الدرقية ثم غدة المحفظة فوق الكلية (الكظر والقسم الثاني: لها إفراغان داخلي وخارجي، مثل الكبد: والمبيض والخصية البانقراسي ولن أتعرض في بحثي لهذه الغدد لأن أمرها معروف لدى الجميع ولكني ذكرتها بالمناسبة للعلاقة الصميمة التي تربطها بمقالي. إن الاكتشافات الحديثة قد أضافت لهذه الغدد الصماء عضوا آخر لم نكن ندري بأن له هذه الأهمية الغريزية قبل اليوم، فقد ظهر أن للمعدة إفراغاً داخلياً مستقلاً تمام الاستقلال عن إفراغها الخارجي
لقد كانوا يعتقدون إلى عهد قريب أن لا ضير من الاستغناء عن المعدة استغناء تاما. ولذلك فإنهم يشيدون بمنافع عمليات المعدة التي توصلوا بواسطتها لبتر المعدة وتفميم المري مع الاثنى عشري في بعض حوادث سرطانات المعدة لاعتقادهم بأن إفرازات البانقراسي والمعاء الرقيقة وخاصة إفرازات العضو الأخير كافية لسد النقص الناجم عن فقدان المعدة فقدانا تاما أو قسمياً فتؤثر على المواد الغذائية وتجعلها بحالة ملائمة للامتصاص.
ولكن ظهر للعالم خطل هذا الرأي إذ توصل بتحرياته التي قام بها إلى أن المعدة موضعاً لحفظ الأطعمة فقط حتى يمكن لفن الجراحة أن يستأصل قسماً منها أو يزيلها جملة دون أي عارض ما، بل إن لها إفراغاً داخلياً مستقلاً تمام الاستقلال عن عصارتها الخارجية كالبانقراسي.