(عبد الوهاب عزام - ذكرى سعد - بين الدين والوطنية -
سلامة موسى رجل غير موفق - نكتة أدبية - على هامش
التاريخ المصري القديم، لسعادة الأستاذ عبد القادر حمزة باشا)
عبد الوهاب عزام
قلت مرات كثيرة: إن الشجاعة الأدبية لا تقف عند القدرة على أن تقول للمسيء أسأت، وإنما تسمو الشجاعة الأدبية فتصل إلى القدرة على أن تقول للمحسن أحسنت، لأن ذلك يشهد بأن الناقد يملك السيطرة على هوى النفس
وأنا أحب أن أقول كلمة في الدكتور (عبد الوهاب عزام) بعد أن سمعت المحاضرة التي ألقاها في المذياع عن (أخلاق القرآن) فقد بهرتْ بقلبي وعقلي، وأشعرتني بأن من العقوق أن أسكت عن توجيه القراء إلى متابعة هذا الباحث المفضال
وإنما وجب ذلك التوجيه لأن مباحث الدكتور عزام تتسم بالدقة وتخلو من البريق، فهو لا يجذب إليه من القارئين والسامعين غير طلاب المعاني، من الذين يعرفون من قبل أنه باحث على جانب عظيم من الدقة والعمق
فإذا استطعت بهذه الإشارة أن أدل قرائي على فضل هذا الباحث وأن أجذبهم إليه فسيذكرونني بالخير حين ينتفعون بما ينشر من مقالات أو يذيع من محاضرات
شعرت وأنا أسمع محاضرته عن أخلاق القرآن أن القرآن نزل أمس فهو يحدثنا بما نرى وما نسمع من معضلات الوجود، ومع أن الدكتور عزام أضاء روحي بهذا المعنى فما أحسست أنه تكلف أو تعسف أو حاول الظهور بمظهر الغيرة على الشريعة الإسلامية، فهو يُلقي كلاما فطرياً سمحاً لا زخرف فيه ولا تنميق، وهو ينقل إلى سامعيه آيات القرآن في لطف ورفق حتى لتكاد تحسب أنه وجدها مسطورة في صفحة واحدة من صفحات المصحف الشريف.
فإذا أضفنا إلى هذا أن الدكتور عزام رجل أريحي النفس، عذب الفكاهة، مصقول الحديث،