معالي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة باشا وزير المواصلات ورئيس جامعة أدباء العروبة علم من أعلام الشعر والأدب والسياسة، وهو بشخصه العظيم وأدبه الرفيع في غنى عن الإشادة بذكره والتنويه بفضله. وآخر الدلائل على علو منزلته في الشعر والنثر، ورسوخ قدمه في النقد والتحليل، كتابه القيم (وميض الأدب بين غيوم السياسة).
ولعل السبب الأول في نشر هذا الكتاب حب المؤلف للشعر حباً سافراً متوقداً يجعله يقول عن القصائد:(وقد أكبر بعضها فأقرؤها واقفاً عند الوثبات التي تتخلل الشعر. . . والشعر سحر وفتنة، وقد افتتنت به؛ وفيه خيال، وفي الخيال تسلية ولذة؛ وهو موسيقي، وفي الموسيقى طرب وترويح وبهجة؛ وهو مناجاة تتصل بالروح فتستولي على الشعور وتملك الوجدان. وأعتقد أن الذي لا يهتز لجيد الشعر جاهل أو بليد، أما الجاهل فلا شأن لنا به، وأما البليد فله عذره، لأنه لم يخلق نفسه، على ألا يلوم غيره، وويل للشجي من الخلي).
بهذا الكلام الجميل، وبهذا الشعور العميق، وبهذا القلم الصناع تناول المؤلف في كتابه أكثر الشعراء والكتاب المعاصرين، فتحدث عن حافظ إبراهيم في موضعين حديثاً ألم فيه بميلاده ونشأته ونواحي نبوغه وذيوع شعره وما كان بين حافظ وبين (بني أباظة) من ود وإعجاب. ثم كتب عن شوقي فصلاً صور فيه سحره وعبقريته وجمعه بين الثقافتين العربية والغربية، وتوفيقه البارع في نظم رواياته الشعرية خاصة (مجنون ليلى) التي كان المؤلف يحفظها عن ظهر قلب. وسجل لأحمد محرم أكبر نصر ظفر به حين قال عنه: إنه شاعر الإسلام غير منازع في عصرنا هذا، وأشاد بالإلياذة الإسلامية ورجا من معالي وزير المعارف طبعها.
وكتب عن خليل مطران بك شاعر القطرين وأبدى إعجابه بتقدير الناس له وكيف انعقد الإجماع على حبه، ونوه بتجديده وبشعره الرقيق في الغزل وقال: إنني مولع بشعر مطران