ديوان شعر لشاعر الشرق والإسلام الدكتور محمد إقبال رحمه
الله
تعريب الدكتور عبد الوهاب عزام
للأستاذ مسعود الندوي
بين يدي الآن، ديوان (ضرب الكليم) الذي قام بتعريبه الأديب الألمعي والشاعر المفلق، صديقنا الأجل الدكتور عبد الوهاب عزام، أتصفح أوراقه وأسرح النظر في مرعاه؛ والذاكرة تستعيد بيت (إقبال) الذي شكا فيه عدم انتشار شعره بين الناطقين بالضاد:
لو أن من به عجم آتش كني أفروخت ... عرب زنغمة شوقم بنوزبي خبراست
(لقد أذكى شعري الجذوة الخامدة في بلاد العجم؛ لكن العرب لا تزال تجهل ما أبثه من تباريح الشوق والوجد) قال ذلك (إقبال) قبل نيف وعشرين سنة، حينما كانت مصر والأقطار العربية مفتتنة بأدب (تاغور) وشعره، ولا تكاد تلتفت إلى شعر (إقبال) وحكمته الخالدة المستفيضة من معين الكتاب والسنة، لما استولى عليها يومئذ من نزعات الوطنية المتطرفة. ولو عاش شاعرنا إلى هذا اليوم، لشاهد بعينيه أنه قد تبدلت الأرض غير الأرض، وقد هب القوم يستعيدون مجدهم العربي ويحلمون باسترداد عزهم الإسلامي الخالد، وذلك بفضل دعوة (الأخوان المسلمين) ورجالها العاملين المخلصين الذين حطموا قيود الفرعونية وفكوا أغلال الإقليمية والعنصرية وقاموا في الأمة ينادون باسم الإسلام، يحيون له ويموتون في سبيله. وهذا ما كان يدعوا إليه (محمد إقبال) الشاعر الحكيم بشعره الرصين البليغ الممتلئ حكمة وإيماناً. فما أحسن هذه الفرصة وما أوفق هذه الظروف الملائمة لترجمة (شعر إقبال) وعرضه على قراء العربية.
ومن أجل هذا وذاك كان سرورنا عظيماً إذ تصدى صديقنا النابغة الدكتور عبد الوهاب عزام لهذا العمل الجليل؛ ولعمري هو خير من كان يمكن أن يقوم بهذا الواجب الخطير في