(. . . نطالع كتابكم الكبير عبقرية عمر الذي تجلت فيه عبقريتكم الفريدة. . . ونرجو منكم خدمة للعلم التكرم بشرح التلباثي على صفحات مجلة الرسالة الغراء. . .)
(سنهور المدينة)
محمد السيد علي بدر
والإشارة إلى التلباثي في كتاب (عبقرية عمر) قد جاءت في سياق الكلام على قصة سارية حيث روينا أنه (كان رضي الله عنه يخطب بالمدينة خطبة الجمعة فالتفت من الخطبة ونادى: يا سارية بن حصن. . . الجبل الجبل! ومن استرعى الذئب ظلم
(فلم يفهم السامعون مراده، وقضى صلاته فسأله علي رضي الله عنه: ما هذا الذي ناديت به؟ قال: أو سمعته؟ قال: نعم، أنا وكل من في المسجد. فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا وركبوا اكتافهم، وانهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوه وظفروا، وإن جاوزوه هلكوا. فخرج مني هذا الكلام)
وأنه (جاء البشير بعد شهر فذكر انهم سمعوا في ذلك اليوم وتلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتاً يشبه صوت عمر يقول: يا سارية بن حصن! الجبل الجبل. فعدلنا إليه ففتح الله علينا)
ثم عقبنا على القصة قائلين:(إن المهم من نقل هذه القصة في هذا الصدد أن عمر كان مشهوراً بين معاصريه بمكاشفته الأسرار الغيبية أما بالفراسة أو الظن الصادق أو الرؤية أو النظر البعيد)
وهذه - كما هو ظاهر - حالة من حالات التلباثي التي يسال عنها الأديب صاحب الكتاب الذي اقتبسنا منه ما تقدم.
ونحن نترجم التلباثي بالشعور عن بعد، أو (بالنظر البعيد) إذا أردنا تعميم النظر حتى يشمل الرؤية والمكاشفة، أو يشمل الـ في اصطلاح بعض العلماء النفسانيين
وهي حالة متكررة يحسها كثيرون ويسجل وقائعها أناس من المتدينين وغير المتدينين.