وهذه قصة جديدة هي باكورة آثار الأستاذ شعبان فهمي، وهو أديب مصري شاب. أقام بفرنسا فترة من الزمن، فاتصلت به الأسباب بالجهود الفنية القصصية الكبرى هناك، فكان من ذلك أن اتجهت قابلياته الأدبية اتجاهاً قصصياً. تظهر فيما له من براعة في السرد وحبك الحوادث، وهذه القصة على الرغم مما فيها من العيوب الفنية تعتبر النموذج الأول للقصة المصرية الواقعية، وهي في الوقت نفسه باكورة طيبة للارتفاع بشأن القصة الطويلة في مصر. وهي على الرغم مما فيها قوية في روحها، تمتاز بانفراج عنصر الحياة التي فيها واتساعها، ولكن الحشد الكثير للوقائع والتفاصيل، ثم الاقتصاد في الوصف والتحليل للوقائع الرئيسية وللمواقف المهمة، ألقى على جوّها شيئاً من الضعف والفكرة التي تمسك على هذه القصة أسبابها متوافقة الأجزاء، فيها تناظر وانسجام. فهذا منير حمدي شاب مصري يستقبل الإسكندرية بعد غيبة سنتين في فرنسا يدرس فيها الحقوق فلا ترى وصفاً للمشهد العام للإسكندرية من البحر ولا تحليلاً مسهباً للمشاعر التي استولت على نفس الشاب، وإنما تجد الكاتب يطوي الموقف بسرعة معتنياً بوصف تفاصيل لم تكن لازمة ليدنيك أخيراً من خاتمة المشهد المؤلم، وهو لقاء منير حمدي لوالده بعد غيبته، وهو على سرير الاحتضار، ويصبح الفتى بعد وفاة والده موضع العناية والرعاية من عمه الذي يجب أن يظهر له عنايته ورعايته بأن يشجعه على المضي في دراسته حتى يستطيع أن يتزوج ابنته سنية، ويعلن منير الخير لبعض معارفه، فتنتهي إلى سمع سنية التي تثور لأنه لم يحدث أن أخذ رأيها في مسألة زواجها منه. غير أنها تظهر بعد ذلك تحفظاً واقتصاداً معه، والفتى في تقلب من الحال تتنازعه إغراء الفتيات وقلبه متفتح لإغرائهن وفي يوم ومنير بصحبة (سنية) ابنة عمه في مرقص، يحدث أن يتوعك مزاجها وتصاب بدوار؛ فيخرج