جددوا الإيمان بالله رب الوجود واهب الحياة كما وصفه القرآن القديم، وحدثنا عن أعمال يده العلم الحديث! فروا من طنين لشكوك والفلسفات الحائرة حول (الموجود الأول) الذي صدرت عنه جميع الموجودات وأنشئت بتدبيره واختراعه، ونسقت بفنه وابتداعه، ودامت بحفظه ورعايته!
واعلموا أن مفتاح الشر وباب الضياع هو الشك في تلك الحقيقة الأولية العظمى، والانفلات من قيودها وهي قيود أمانات الحياة كلها!
ابدءوا حياتكم الفكرية بالحديث النفسي والقلمي عن تلك الحقيقة لتتعرفوا إلى جلالها وجمالها، ولتطردوا عن أذهانكم وسوسة الشر وشوشرة الباطل
ابنوا أساس حياتكم على صخرة تلك الحقيقة الراسية، وقاعدتها العريضة الواسعة؛ لتطمئنوا على أن وجودكم مستند إلى وجود اعظم! وليس وهما طائراً في أجواء هذه القوى العمياء التي يزخر بها الكون المادي.
اضربوا في رحاب الحياة ومتاهاتها ثم عودوا إلى مكانكم الأول في أحضان تلك الحقيقة مهتدين بالنور الذي يشع من هيكلها بالعرى الوثقى التي تمتد منها في كل اتجاه إلى الغرقى والضائعين والشاردين!
املئوا وجودكم بهذه الحقيقة واجعلوها تستبد بخواطركم؛ فستكونون سعداء بهذا الاستبداد، لأنه استبداد أساس البناء بالبناء كله إن يحدث نفسه بالبعد عن دعامته الأولى؛ فينهار ويذهب هباء تذروه الرياح
إنها حقيقة تبعث ذلك الشعور الصادق العجيب بالانسجام مع الكون كله، وحسبكم به من سعادة! وبالاستناد إلى دعائم الكون كله، وحسبكم به من حماية! وبالوصاية على أماناته كلها وحسبكم بها سيادة! وبارتفاع العقل والقلب إلى مستوى رفيع يعلو بنظراتهما ويرحب بخطراتهما ويعمق بأسرارهما؛ وحسبكم بها كرامة!
وعلى الباحثين عن مصادر السعادة الفردية والجمعية وعن المسرات الأصيلة في الحياة أن