قيود الحجاب والزواج والجهل والحرمان من العمل
كم في بيوت القوم من حرة ... تبكي من البؤس بعيني أمه
قد لوحت نار الطوى وجهها ... وأعمل الفقر بها ميسمه
عاب عليها قومها ضلة ... أن تكسب القوت وأن تطعمه
من أي وجه تبتغي رزقها ... وطرقها بالجهل مستبهمه
وكيف والقوم رأوا سعيها ... في طلب الرزق من الملأمه
وأما قصيدته الخالدة في التربية والأمهات التي مطلعها: -
هي الأخلاق تنبت كالنبات ... إذا سقيت بماء المكرمات
فتعتبر من أقوى أنواع الشعر الاجتماعي وأعمله أثراً في نفس الأمة، وهي لا تزال تشع بنورها القوي في نفوس الفتيات العربيات فيستضئن بنورها ويهتدين بهديها. ولا نظن فتاة عربية واحدة دخلت المدرسة ولم تحفظ هذه القصيدة وتنتفع بها
وحرية الفكر، أليست غاية من غايات الأمم التي تبذل في سبيل الحصول عليها دماءها؟ إذن فالرصافي يدعو لهذه الحرية، لأنه لا يطيق أن يراها مقيدة في الوطن العربي، بحيث لا يستطيع المفكر أن يجهر برأيه خيفة الأذى: -
إذا كان في الأوطان للناس غاية ... فحرية الأفكار غايتها الكبرى
فأوطانكم لن تستقل سياسة ... إذا أنتمو لم تستقلوا بها فكراً
إذا السيف لم يعضده رأى محرر ... فلا تأملن من حده ضربة بكراً
وهؤلاء المفاقيع الذين يفاخرون بالعظم الرميم، أليسو شراً على الأمة؟ وهلا يستحقون أن يصفعهم الرصافي على وجوههم ليردهم عن هذه الاتكالية البشعة إلى الثقة بالنفس والاعتماد على الذات
فشر العالمين ذوو خمول ... إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسب قديم ... أقام لنفسه حسباً جديدا
تراه إذا ادعى في الناس فخراً ... تقيم له مكارمه الشهودا
وهؤلاء الرعاديد الذين يتقاعسون عن ميادين الجهاد بحجة أنهم يرون للأمة أن تعنى بالعلم قبل الحرية وبالمال قبل الاستقلال، أليس من حق الرصافي أن يعلمهم الحكمة ويعطيهم