وليسعد الناس باستخدام ما يدركون من أسرار هذا الكون الذي أخضعه الله للإنسان وسخره له في حياته، ومن هنا علا شأن العلماء الذين خاضوا غمار هذا الكون وانتفع الناس بما أدركوا.
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
(يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات)(إنما يخشى الله من عباده العلماء).
الرابع: أمر الإسلام بتحصيل الأموال وقرر أنها قوام الناس، وعصب حياتهم، وجعل السعي في تحصيلها من الطرق المشروعة، وهي الزراعة، والصناعة، والتجارة؛ عديلا لعبادة الله (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)(١٠) سورة الجمعة.
(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) ١٥. سورة الملك.
وأمر بحفظها، ونهى عن تبذيرها واغتيالها. وجعل فيها حقا للفقير الذي لا يستطيع العمل وللمصالح العامة (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا نبذر تبذير، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا - ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) ٢٦ - ٢٩ سورة الإسراء.
(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ١٩٥ سورة البقرة.
(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) ١٨٨ البقرة
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) ٢٧٨ - ٢٨٠ البقرة.
وبجانب هذا قرر الإسلام أن الترف منبع شر يقضي على أخضر العالم ويابسة.
(وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتهم به كافرون، وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين) ٣٤، ٣٥سورة سبأ