للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) (٢٤ الأنفال.

(ولو انهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) (٦٦ المائدة).

(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً؟ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى، وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) (١٢٣ - ١٢٧ سورة طه.

أساس التنظيم الإسلامي للحياة

شرع الله الإسلام، وجعل منه نظاما يكفل سعادة الفرد والجماعة في الدنيا والآخرة، لم يترك عنصرا من عناصر الخير والفلاح، عناصر الحياة الطيبة والسعادة الخالدة إلا أمر به ودعا أليه، وحث عليه، ولم يترك عنصرا من عناصر الشر والفساد، عناصر الحياة الذليلة والشقاء المقيم إلا نهى عنه، وحذر ونفر منه.

ذلك أن الإسلام بني تنظيمه للعالم على الواقع وهو: إن الإنسان جسم وروح، وان للجسم حظا ومتعة، وان للروح حظا ومتعة، وان للإنسان شخصية مستقلة عن بني جنسه، وشخصية يكون بها لبنة في المجتمع الوطني والإنساني، وأن له بكل من هاتين الشخصيتين حقوقا وعليه واجبات.

ولا تتحقق سعادة الإنسان إلا باستكماله حظ الجسم والروح، وتنظيم حقوقه وواجباته في نفسه وفي مجتمعه دون إفراط ولا تفريط.

وكل ما جاء به الإسلام من عقائد وعبادات وآداب وتشريعات لا يخرج عن هذه الدائرة، دائرة رعاية حظ الجسم وحظ الروح للإنسان منفردا ومجتمعا.

المبادئ العامة للإسلام

وفي ظل هذا المبدأ العام الواقعي، وفي سبيل الوصول إلى غايته السامية، وضح الإسلام المبادئ الآتية:

أولا: طلب الإيمان بمصدر الوجود والخير، والرجوع إليه في كل شئ، وإفراده بالعبادة

<<  <  ج:
ص:  >  >>