ومن عجب نباتك كان فجا ... وحزت السبق في علم النبات
وقد خلت قصيدته التي نشرها تحية للسيدة هدى شعراوي من هذا العجب وهي التي جاء في مطلعها
أعليت في صرح البلاد بناء ... بلغ السماء وطاول الجوزاء
دار الزمان وأصبحت فتياتنا ... يطلبن كالرجل حياة سواء
مهما يكن من شيء فأنت لا تستطيع أن تخطئ أن الشاعر مصري لأنه يتحدث عن ظواهر جديدة وقعت في مصر وعاصرها ودار فيها مع الزمان. وهذا من جملة ما يتميز به درس الأدب من الناحية الإقليمية.
ومما تنفرد به مصر عن غيرها من الشعوب كثرة الحريق في قراها، وقد سجل عبد الغني قصيدتين، إحداهما سنة ١٩٣٢ عن حريق قرية ميت معاند جاء فيها
كم أقفرت بعد الحريق منازل ... وتخربت بعد الحريق مباني
وتفرقت أسر وأصبح شملها ... متفرق الخرزان والعيدان
ثم وصف حريق بلدة الراهبين سنة ١٩٣٨ في قصيدة مطلعها
صار للنار طعمة ووقوداً ... بلد كان بالغداة سعيدا
إلى قوله
قلقت مضجعاً وساءت مآلا ... وهوت منزلا ومالت عمودا
بعثرت شملهم قبيلاً قبيلا ... وطوت جمعهم عديداً عديدا
وهو نفس المعنى الذي صاغه في القصيدة السابقة. وأكبر الظن أن الشاعر لم يعرف ميت معاند ولم يتصل بها فلم تؤثر في نفسه إلا أثر من يقرأ الخبر من الأهرام، نعني الصحيفة اليومية ولا نحسب أن الوصف صادق لأنه يصدق على كل حريق.
ونظم في اليتيم مجموعة من القصائد سماها (في ظلام الحرمان) جاء في إحداها
في مصر قوم كفهم طائية ... برجى الندى من كفهم ويؤمل
الفضل في ساحاتهم مجتمع ... والخير في أشخاصهم متمثل
وقال في قصيدة أخرى
في مصر قوم يحرصون على ... أن لا يمسك بينهم ضر