إسلامية على يد أفراد مسلمين. ولكن يكون من الخطأ العميق اعتبارها (فلسفة الإسلام)، وقد آن أنصحح هذه الغلطة القديمة الحديثة! إن فلسفة هؤلاء الفلاسفة إن هي إلا انعكاسات الفلسفة الإغريقية في ظل إسلامي. وهي لا تبلغ أن تصور الفكرة الكلية للإسلام عن الكون والحياة والإنسان. هذه الفكرة الخالصة الكاملة المتناسقة)!
معذرة يا صديقي إذا قلت لك إن هذه الفكرة عن (الفلسفة الإسلامية) قد صححت في أحد أعداد (الرسالة) منذ ثلاثة أشهر عندما تناولت بالنقد مقدمة (أوديب الملك) في (التعقيبات) ولقد قدر لهذه الغلطة القديمة الحديثة أن ترد إلى الصواب في هذه الكلمات التي لم تطلع عليها لبعدك عن أرض الوطن حيث قلت: (ثم يقول الأستاذ الحكيم في موضع رابع إن فلاسفة العرب قد صبغوا آثار أفلاطون وأرسطو بلون تفكيرنا وطبعوها بطابع عقائدنا. . . في رأيي أ، شيء من هذا لم يحدث، إن كل ما فعله فلاسفة العرب هو أنهم نظروا في الفلسفة اليونانية فنقلوا بعض ما فيها من آراء ومذاهب نقلاً يحفل بالخلط والتشويه؛ ذلك لأنهم حاولوا أن يوفقوا بين تعاليم الفلسفة اليونانية وبين تعاليم الدين الإسلامي فكانت محاولة انتهت بأصحابها إلى الإخفاق. أما الإخفاق فمرجعه إلى بعد الشقة بين العقلية اليونانية والعقلية العربية من جهة، وبين منهج الفلسفة اليونانية ومنهج الديانة الإسلامية من جهة أخرى. . . ومن هنا كانت الفلسفة الإسلامية خليطاً عجيباً من أفكار مضطربة لا تقترب كثيراً من الدين ولا من الفلسفة)
بقي أن أبعث إليك بعاطر الشوق على صفحات (الرسالة) وبخالص الشكر على تفضلك بإهدائي كتابك الجديد القيم عن (العدالة الاجتماعية في الإسلام)
ثلاثة كتب لأحمد الصاوي محمد
صديقي الأستاذ أحمد الصاوي محمد وهبه الله قدرة على الإنتاج لا تحد، واستجابة لدعاء القلم لا تنتهي، وجلداً على إرهاق العمل لا يعتريه وهن ولا فتور؛ فهو لا يكاد يفرغ من كتاب يقدمه إلى القراء حنى يدفع إلى المطبعة بكتاب آخر. . . أستنفر الذاكرة بل بكتب أخرى تنقل إلى الشرق كثيراً من روائع الغرب!
من هذه الكتب التي ظهرت له منذ قريب (كفاح الشباب) و (مآسي الشباب) و (زواج الشباب)، ومن قبلها بضعة وعشرون كتاباً في شتى ألوان الأدب والفن. . . وبهذا الإنتاج