ما كتبت، وقلت إنك تحب أن أواجهك بالنقد لتستطيع الرد. وها أنت ذا تراني قد فعلت. فهل تتفضل وتشرح لنا ما لم ندركه أنا والأستاذ عماد، وتبين لنا الحكمة في استعمال (هيئة البحور المتحدة) في القطعة الواحدة، ولم وقف غير الموزون ينظر إلى محطماً كسير القلب؟ ولا تنس (لو) التي منحتها حق الجزم، وقد كان يمكن أن تمنعها من ذلك، فيكون الشطر الأول كالثاني، ولا ضرورة!
والأستاذ محمد محمود عماد ينتظر الرأي، هل القطعتان فوق مستوى تفكيره - وتفكيري أيضاً - أو هما من نوع (شرم برم)؟ وهو على حق في ذلك، فلا ثالث للأمرين. وأنا أوثر أن أضعهما فوق مستوى تفكيرنا، حتى يتفضل الأستاذ الخميسي بالإفادة.
تأبين الجارم:
احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية بتأبين المرحوم علي الجارم بك يوم الأحد الماضي لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته. وقد اختير لذلك المكان الذي فاض روح الفقيد فيه، وهو دار الجمعية الجغرافية، حيث كان يستمع إلى قصيدته في رثاء المغفور له محمود فهمي النقراشي باشا.
وقد قصر التأبين على كلمة للأستاذ أحمد العوامري بك، وقصيدة للأستاذ عباس محمود العقاد. أما كلمة العوامري بك فقد كانت جامعة، عمد فيها الأستاذ إلى السرد التاريخي لحياة الفقيد منذ كان طالباً في دار العلوم، وما تخللها من جهوده في التعليم واللغة والأدب، وفصل ذلك تفصيلاً وافياً في نظر التاريخ وقد بدا هذا التفصيل كأنه ممل، نظراً إلى أن الحاضرين من المثقفين والأدباء الذين لا تخفى عليهم هذه المعلومات.
وقد ألقى الأستاذ شوقي أمين قصيدة الأستاذ العقاد الذي لم يتمكن من الحضور لمرضه - عافاه الله - وقد كان إلقاء الأستاذ شوقي هادئاً معبراً، فأدى الشعر أحسن أداء.
وأول قصيدة الأستاذ العقاد.
فجعت مصر يوم نعى علي ... بالأديب الفهامة الألمعي
شاعر لازم القريض إلى أن ... كان يوم الفراق حرف روى
وقضى واجبين يوم قضى ... وأعظم بالواجب المقضي
واجب الشعر، والوفاء مدى العم ... ر فطوبى لشاعر ووفي