وقلت إن الشخصيات الفذة هي التي ترقى بالأقصوصة إلى مرتبة الأدب العالي الشامل العميق، ومن البديهي أن مجال الأقصوصة في أيدي العاديين من الكتاب مجال محدود.
كما أنني لم أنكر مطلقا ً - وليس هذا تراجعاً مني - أن القصة الطويلة أوسع مجالاً من القصة القصيرة أو أنها الميدان الوحيد الذي يتسع لدراسة تطور الشخصيات وتفاعلها مع الحياة دراسة وافية، بل قلت إن الأقصوصة يجب أن تدور حول محور واحد وتعالج أمراً واحداً معالجة خاطفة فكيف استخرج الأستاذ المعقب من مقالي ما ذهب هو إليه؟؟
ولماذا يحب الأستاذ المعقب أن يضع نفسه دائماً في بؤرة الضوء ويلتمس لذلك شتى الحيل فيتوهم أنه المعنى بالحديث، ويقول للناس إن الكتاب يرسلون إليه كتبهم راجين أن ينقدها ويفترض أنه الناقد المثالي الأول فيعلن في زهو وصرامة أنه وجد أكثرها تافهاً لا يستحق العناء؟؟
ويختم الأستاذ كلمته بقوله إنني فزت بجائزة من جوائز الدرجة الثانية في مباراة القصة القصيرة التي أقامتها وزارة المعارف، ومعنى هذا أن هيئة التحكيم لم تقدر فني. . . أليست هذه مغالطة تكشف عن عنصر آخر من عناصر نفسية؟. .
نصريالله
مدمس:
نشرت الأهرام كلمة لأحد الباحثين تحت عنوان (بين العامية والفصحى) ادعى فيها أن (المدمس) أصله (المدمث) بالثاء المثلثة بمعنى اللين؛ وأقول إن هذا ليس بصحيح وإليك الأدلة:
أولا: اشتراك المدمس والمدمث في صفة وهي اللين لا يبرر أنه محرف عنه.
ثانياً: المدمس إدام مصري وطعام محلي بحت وهو غير معروف للعرب.
ثالثاً: جاء في (محيط المحيط) للبستاني ما نصه: المدمس طعام في بلاد مصر يصنعونه من الفول المسلوق والخل والملح والزيت اهـ. ولم يقل أنه محرف عن المدمث مع أنه يعني دائماً بالألفاظ الحديثة والكلمات الدخيلة.
رابعاً: جاء في مادة (دمس) ما نصه: دمسه في الشيء تدميساً دفنه وخبأه وأخفاه وغطاه