اليابانيون في قرن واحد شرعوا ينافسون الغرب؛ لأنهم اقتبسوا العلم من الغرب، حتى إنهم اقتبسوا لغة غربية لكي يتعلموا العلوم بها فأصبحت اللغة الرئيسية لهم. أما أن نقتصر على زخرف الكلام والطباعة في صحافتنا فما هو إلا مرفين يخدر العقول ويطمس الصواب.
يحفزني الأستاذ أنور المعداوي إلى كتابة بعض مقالات علمية في الرسالة لكي تستوفي الرسالة حقها من العلم كما تستوفي حقها من الأدب والفن. فأشكر له حسن ظنه بي وقد ألبي طلبه وإن كنت في العلم دون ما يظن. وله وللعزيزي أطيب تحياتي.
٢ ش البورصة الجديدة
نقولا الحداد
أدب القصة وأدب المعقب:
تفضل الأستاذ الكبير محرر (التعقيبات) فتناول مقالي عن أدب القصة القصيرة بتعقيب جاء صورة صادقة لأدبه، فقد توهم أنني عنيته بمقالي، كأن الرسالة مجلة منزلية تنشر وتطبع له وحده، أما القراء فلا حساب لهم، وراح يحاسبني - متهكما - على الوقوف منه موقف الأستاذية وهو ما لم يجر في خاطري أبداً. وما توهمت لحظة واحدة أنني أقرر جديداً في أمر القصة، إنما هي خواطر مرسلة ليس لي فيها إلا فضل الدراسة والتحصيل والاستنتاج، وأقول بكل تواضع أنني واثق تماماً من صحتها.
قد ترك المعقب كل ما أوردت في مقالي من حقائق - لأنه لا يستطيع هو ولا غيره أن ينقص منها حرفاً واحداً - وأمسك بتلابيي ليحاسبني على ما توهمه ولم أقله مما يثبت جموح النفس وتمكن شهوه التهكم وتجريح الناس من نفسه.
قال الأستاذ الغاضب (. . . ينكر الأستاذ عطا الله أن مجال العمل الفني في القصة القصيرة مجال محدود. . .) في حين أنني لم أقل إلا العبارة التالية: (من السذاجة أن يقول قائل إن الأقصوصة ليست ميداناً لعرض صور الحياة المختلفة بما تحفل به من كثرة وعمق وغنى وتنوع) وقد استنتج هو من عندياته أن عكس ما أقول لابد أن يكون غير صحيح، كأننا بصدد قضية جدلية! كما أنني لم أقارن مطلقاً بين القصة الطويلة والقصة القصيرة، ولم أذهب إلى أن القصة القصيرة تبلع أعلى مراتبها في كل حين، بل ذكرت أمثلة محدودة