وبجامعة بلرم بإيطاليا (قديماً) فقد جاء في كتابه (علم الفلك: تاريخه عند العرب في القرون الوسطى) وهو ملخص المحاضرات التي ألقاها بالجامعة المصرية، وقد طبع الكتاب بمدينة روما سنة ١٩١١ م.
قال نلينو:(أما كتب العرب الفلكية فيجوز تقسيمها إلى أربعة أنواع؛ الأول، الكتب الابتدائية على صفة مدخل إلى علم الهيئة الموضح فيها مبادئ العلم بالأجمال، ودون البراهين الهندسية كالجاري في أيامنا في كتب السموغرافيا - ومن هذا النوع كتاب التذكرة لنصير الدين الطوسي وكتابه غير مطبوع، ومنها الملخص في الهيئة للجغميني المتوفى سنة ٧٤٥ هـ (الموافق ١٣٤٤ م) طبع في إيران مع شرح قاضي زادة الرومي المتوفى في نحو منتصف القرن التاسع.
النوع الثاني، الكتب المطولة المستقصى فيها كل العلم المثبتة لجميع ما جاء فيها بالبراهين الهندسية المتضمنة أيضاً لكافة الجداول العددية التي لا غنى عنها في الأعمال الفلكية وهذه الكتب على منوال كتاب المجسطي لبطليمومن فمنها تحرير المجسطي لنصير الدين الطوسي ونهاية الإدراك في دراية الأفلاك لقطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي (وهو تلميذ نصير الدين).
قال نلينو و (النوع الثالث) الكتب المعدة لأعمال الحساب والرصد فقط المسماة أزياجاً أوزيجات أوزيجة، ولفظ زيج أصله من اللغة البهلوية التي كان الفرس يستخدمونها في زمن الملوك الساسانيين يقول نلينو في هذه اللغة زيك معناه السدى الذي ينسج فيه لحمة النسيج، ثم أطلق الفرس هذا الاسم على الجداول العديدة التي يبنى عليها كل حساب فلكي مع إضافة قوانين عملها واستعمالها مجردة في الأغلب عن البراهين الهندسية. ومنها الزيج الصابي لمحمد جابر البناني المطبوع بروما في ثلاثة أجزاء، وكتب أخرى عديدة (أقول ومنها الزيحالايلخاني للطوسي).
وقد ذكر نلينو نصير الدين في عدة مواضع من كتابه فقال ص ١٩٨ إن أحد علماء القرن السابع للميلاد أعنى سلمسيوس الفرنسي عثر على اسم أحد علماء الفلك البابليين في شرح نصير الدين الطوسي على كتاب الثمرة لبطليموس فزعم الطوسي أنه منجم بابلي صاحب كتاب يوناني ذائع الصيت وموضوعه صور الوجوه، ألفه في النصف الثاني من القرن