للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل (يتطوع) بكرهها ومنازعتها لوجه (يهود) أو لوجه (الشيطان).

أورد المؤلف في كتابه بالتفصيل كل ما قيل في موسى من الإسرائيليات الواردة في الروايات الإسلامية، وألم بأطراف مما ورد فيه ذكر موسى من التوراة، فتحدث بنسبه ومولده ونشأته وهربه إلى مدين وعودته إلى مصر رسولاً، وخروجه منها ببني إسرائيل قائداً لهم، والطريق الذي سلكه بهم، وما جرى لفرعون وجنده في مطاردتهم، وما حدث له ولقومه في صحراء سيناء من سياسته الشاقة لهم، ونزول التوراة عليه وعبادتهم العجل في غيابه، وقصته مع هارون أخيه بعد رجوعه بالتوراة حين وجدهم يعبدون العجل، وقصته مع الخضر (العبد الصالح) وقصته مع قارون وإيذائه إياه وانتقام الله منه إذ خسف به وبداره الأرض ومقامه مع قومه في التيه أربعين سنة، وقصة بلعام بن باموراء العالم الإسرائيلي (وكان في مجلسه اثنا عشر ألف محيرة للمتعلمين يكتبون عنه ويرصدون غزير علمه) فغضب الله عليه لأنه لم يشكره يوماً على ما أعطاه، وتحدث المؤلف بما حدث على يد موسى من معجزات في هذه المواقف كلها، ومن هذه المعجزات ما ذكره القرآن ومنها ما لم يذكره و (تطوع) أصحاب (الإسرائيليات) بذكره، وذكر المؤلف قصة هرون أخيه وموته ثم موت موسى ودخول (يهود) أرض الكنعانيين، تحت قيادة خليفته عليهم (يهود) إلى (الحجاز)، ولا موضع لمثل ذلك في سيرة موسى.

يقول المؤلف في مقدمة كتابه (اتخذت القرآن الكريم إمامي، والأحاديث النبوية عمادي، وآثار الصحابة والتابعين سندي، ورواية الثقات من المفسرين مرشدي، وما تراضى عليه المؤرخون واللغويون مصدري، ورتبت القول بما يتفق ومجرى الحال من ولادته حتى وفاته) ص٦. وهذا تعريف بمصادر الكتاب ناقص من ناحية وزائد من ناحية، فهو ينقل عن التوراة وكتب علماء الآثار مثلاً معلومات كثيرة، ولا يرفض ككثير من (ثقات المفسرين) ما في (الإسرائيليات) من شطط ومحال. وتعريفه بالكتاب ومصادره وكيفية الانتفاع بها في مجمل غامض لا يفيد من يريد المراجعة والمحاسبة.

ومن أعجب العجب في الكتاب أن مؤلفه إذا ذكر آية من القرآن ذكر رقمها وسورتها، وينقل عن التوراة آيات برمتها فلا يذكر أرقامها في إصحاحاتها - إلا مرة واحدة نقل فيها نقلاً وأشار إلى أنه من سفر الخروج (ص ١٠٣) دون تعيين الإصحاح ولا رقم الآية فيه -

<<  <  ج:
ص:  >  >>