إن شوقي شاعر ... كلنا أجّله
غير أنّا معشر ... ليس يرضى ذله
وهى (جمهورية) ... لا ترى محله
أما حافظ، فإنه أخذ ينشد الحاضرين ما أعده لمبايعة شوقي بأمارة الشعر، فعجب الحاضرين، وصاح فيه الهراوى: أين ما اتفقنا عليه؟! فقال حافظ: أجل، إنني عند ما اتفقنا عليه بالنسبة لكم، أما بالنسبة لي، فإني لا أستطيع أن أتخلف عن مبايعة شوقي في ذلك المهرجان، لأنني رجل جبان. . .! رحم الّله حافظاً، وطيب ثراه، فوالّله لقد كان شجاع الرأي والقلب، جرئ الضمير والجنان. . .
بين شوقي وحافظ:
والواقع أن ما كان (بين شوقي وحافظ) قد صوره حافظ في شعره وفي نثره وأفصح عنه، على حين كان شوقي يطوى ذلك في نفسه، ويصوب إلى منافسه الضربات العلمية لا الكلامية.
كان حافظ في بداية الأمر يضع شوقي أمامه، ويشهد له بالسبق، فنراه حين يتقدم لمدح الخديوي في عيد الجلوس عام ١٩٠١م يقول:
ماذا ادخرت لهذا العيد من أدب؟ ... فقد عهدتك رب السبق والغلب
لم يبق (أحمد) من قول أحاوله ... في مدح ذاتك، فاعذرني ولا تَعِبِ
ثم يأتي العيد الثاني فيبقى حافظ على عهده ف يقول:
يا ليلة ألهمتني ما أتيه به ... على حماة القوافي، أينما تاهوا
إني أرى عجباً يدعو إلى عجب ... الدهر أضمره والعيد أنشاء
قل للألي جعلوا للشعر جائزة ... فيم الخلاف؟! ألم يرشدكم الّله؟
إني فتحت لها صدراً تليق به ... إن لم تُحّلوه فالرحمان حلاه
لم أخش من أحد في الشعر يغلبني ... إلا فتى ما له في السبق إلاه
ذاك الذي حكمت فينا يراعتُه ... وأكرم الّله والعباس مثواه
بل لقد رضى حافظ لنفسه أن يتشبه بشوقي، لا أن يقف معه في ميدان المنافسة، فنراه يمدح الخديوي في عيد الفطر فيقول: