يتغير، والاثنان الرأي لأنه غير محدود ولا مقرر. والأربعة هي العدالة لأنها أول عدد مربع هو حاصل متساويين. والخمسة هي الزواج. وإن كنت شاطراً فافهم هذه السخافات.
إذاً سألت فيثاغورس نفسه أن يفسر هذه التخريفات فماذا يقول؟ وإذا كان فيثاغورس يعتبر فيلسوفا لأجل هذه الفلسفة (العددية) فالفلسفة إذاً بله وهبل.
ألا يرى إنسان اليوم أن هذه النظرية في الطرف الأقصى من السخف لأنه لا يجد لها تفسيراً معقولاً؟ وأما تفسيرها بأن الأوصاف كلها قد تفارق الموجودات من لون وصلابة وليونة وثقل الخ إلا العدد فانه ملازم لكل موجود، فهذا التفسير إغراق في الغموض لا تفسير، لأنه يزيدنا حيرة في غير المعقول حين نحاول أن نجعله معقولا؛ ولا سيما لأن الثقل واللمس وغيرهما كثير من الأوصاف لا تفارق الموجودات.
إذا جردنا المادة من الأوصاف المذكورة وغيرها أي من اللون والصلابة والثقل فماذا منها؟ لا يبقى منها شيء لا مادة ولا عدد. نحن نعرف المادة بصفتها وأعراضها التي نحس بها فإذا زالت هذه زالت المادة وزال الوجود.
وأما العدد فليس خاصة من خواص المادة؛ بل هو خاصة من خواص عقلنا. فنحن نتصرف بالعدد من غير أن يكون لدينا المعدود. جميع الرياضيات الحسابية إنما هي فكاهة عقلية. ولا تعتبر ذات قيمة إلا حين نطبقها على الوجود المعدود. تكون حينئذ رياضيات تطبيقية.
نجل الأستاذ الكبير عن الجد في قوله:(إن الأجسام نسب بين أعداد، وأن الفارق بينها فارق في هذه النسب دون غيرها، وأن التناسق في هذه النسب أصدق من أجرام المادة الملموسة باليدين، وإن الأصح في تركيب الذرة أن يقال إنه (عددي) لا أنه (مادي) ملموس.
نعم نجل الأستاذ عن الجد في هذا القول لأنه غير مفهوم وإن فهم فغير معقول ولا هو منطقي.
ويعز على الأستاذ أن توصف مقالة فيثاغورس بالفراغ لأنها في رأيه (أملأ من فروض العلماء بعده في معنى الوجود) وأغرب من هذا قوله: (إنها وهي على أضعف الأحوال أدق من قول بعض العلماء إن أصل المادة الأثير).
إذا ثبت، وهو معقول وراجح، أن الأثير هو أدق جزيئات المادة فيكون العلم قد أبلغنا إلى