كنه الهيولي. وأما (العدد) إذا حسبناه أصل الوجود فيطرحنا في هاوية من الجهل لا قرار لها.
إن العلم الحالي قربنا جداً إلى حقيقة كنه الهيولي التي هي أصل المادة. فقد شرح الجزيء إلى ذرات، ثم حلل الذرة إلى كهارب وكهيربات) بروتونات وإلكترونات مكهربة). ثم فتت هذه إلى فوتونات غير مكهربة، ولكنها حاملة الطاقة. والفوتونات في رأي بعض العلماء الأساطين هي ذريرات أثير.
واختراع القنبلة الذرية حقق النظرية الكهربية (نسبة إلى كهرب) الإلكترونية وأكد صحتها. فلا يدع أن تكون الفوتونات هي ذريرات أثير. بنظرية الإلكترون هذه فسرنا الألفة الكيمية وكم الكفاءة الكيمية وسر النظائر الكيمية وغير ذلك من الظاهرات الطبيعية التي كان العلم حائراً في تعليلها. فلذلك لم يبق شك في صحة هذه النظرية الإلكترونية.
أبعد هذا يصح القول بأن الفلسفة العددية الفيثاغورية أدق من قول العلماء إن أصل المادة الأثير؟
أين فلسفة فيثاغورس من علم اليوم؟
كان فيثاغورس وسلفاءه وخلفاؤه فلاسفة عصرهم المتمادي في القدمية لأن ما أدركوه كان جل ما أذن لهم تفكيرهم أن يدركوه وأن يفسروه من ظاهرات الوجود وهم ضمن جدرانهم لا يختبرون ولا يمتحنون. ولكن فلسفتهم لدى علم اليوم كالأكمة المنخفضة في البطحاء لدى الجبل الأشم. نحتقر علم اليوم إذا قارناه بفلسفة الدهر المظلم.
الحقيقة تظهر عن يد العلم لا عن يد الفلسفة. الفلسفة تتلاشى رويداً أمام العلم، كما يتلاشى الليل أمام الفجر، والفجر أمام الشروق.
أجل: في مصر، والحمد الله، فلسفة. ولكن ليس فيها، بكل أسف، فيلسوف. وأستغرب أن يقبل أحد من علمائنا لقب الفيلسوف. إن الفيلسوف من كانت له نظرية فلسفية جديدة هو مبتكرها. فأين النظرية الفلسفية الجديدة عندنا؟
أرجو الأستاذ الكبير أن يفتقر ما لا يروق له من مقال مؤكداً له أني حسن النية. وجل من لا يشط ويغلط