للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريقاً يكفي وحده للوصول)

وإذاً فليس غريباً إخراج الغزالي من طائفة المتصوفة في هذه الناحية، وإن كان متصوفاً في نواحيه الأخرى وفي طابعه العام

٢ - أما الأخلاق عند (إخوان الصفا) فمنها بلا ريب كما ذكرت جانب فطري، ومنها جانب كسبي، وإليك الدليل من أقوال الإخوان أنفسهم

يذكر إخوان الصفاء في بيان أن من الأخلاق ما هو مركوز في الجبلة، وما هو كسبي يكون بمجهود ومعاناة: (إن الأخلاق المركوزة في الجبلة هي تهيؤ ما يسهل به على النفس إظهار فعل من الأفعال من غير فكر ولا روية. مثال ذلك متى كان الإنسان مطبوعاً على الشجاعة، فإنه يسهل عليه الإقدام. وهكذا متى كان مطبوعاً على السخاء يسهل عليه بذل العطية. وعلى هذا المثال والقياس سائر الأخلاق والسجايا المطبوعة في الجبلة المركوزة فيها، إنما جعلت ليسهل على النفس إظهار أفعالها بلا فكر ولا روية)

وأصرح من هذا ما قرروه في فصل آخر بعد ما تقدم، إذ يقولون: (الأخلاق كلها نوعان؛ إما مطبوعة في جبلة الناس مركوزة فيها، وإما مكتسبة معتادة من جريان العادة وكثرة استعمالها)

أما النص الذي أتيت به أيها الأخ الجليل فهو - كما تعلم - قد جاء في أثناء كلامهم في أثر التربية، ليؤكدوا به ما للدرس والمران من أثر كبير في بلوغ كرتبة الحذق والأستاذية في الصنائع واكتساب الأخلاق والسجايا. وذلك أن الدرس ونحوه كالنشوء في بيئة خاصة، وجه من الأربعة التي ذكروا أن الأخلاق تختلف من أجلها

وأخيراً، فللأخ الفاضل المحقق، وللأستاذ الكبير صاحب الرسالة، خالص تحيتي وشكري وتقديري.

محمد يوسف موسى

ختان الأنثى بين الدين والرأي

قرأت مقال الدكتور الفاضل أسامة وانتظرت ما يكتب في موضوعه، فكتب الأديب الفاضل دسوقي إبراهيم ينبه الدكتور إلى خطئه في قوله إن الختان ليس له أصل ديني ذاكر قي

<<  <  ج:
ص:  >  >>