للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طالعت كتاب الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد - الصديقة بنت الصديق - فوجدته خير كتاب أخرج عن عائشة رضي الله عنها، وقد سلك الأستاذ الكبير طريقة الباحث الذي يحكم العقل قبل النقل في مسائل التاريخ، ولكني وجدته حاد عن هذه الطريقة في موضعين: أولهما ما ذكره من قول عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم وقد حمل إليها ابنه إبراهيم لترى ما بينهما من عظيم الشبه، فأنطقتها الغيرة بما رأى الأستاذ أن يترك مكانه بياضاً، لأن فيه نفياً لما بينهما من شبه، ومقام السيدة عائشة ينبو عن تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من الأشياء، فكيف بهذا الأمر الذي يثير الريبة في مارية القبطية، وفي نسبه إبراهيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟

وثانيهما ما ذكره من قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في حديث الإفك: أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألمحت بذنب فاستغفري الله وتوبي، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه - فمثل هذا لا يصح أن يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يعرض لمن أقر بالزنا عنده أن يرجع عن إقراره، فكيف يخالف ذلك مع عائشة، ولأن حديث الإفك لم تلكه إلا ألسنة المنافقين المعروفين بعدائهم للإسلام، فلا يمكن أن يكون له أثر في نفس النبي صلى الله عليه وسلم من جهة براءة عائشة، وإنما كان منه شيء من الإعراض، لأنها أتت من التصرف ما أدى إلى هذا الإفك. ولو أنها حين ذهبت لبعض حاجتها تركت في الركب خبراً بذهابها لما تحرك الركب وتركها ليأتي بها صفوان بن المعطل.

عبد المتعالي الصعيدي

حول ختان البنات في مصر

اطلعت بالعدد ٥٤٦ من مجلة الرسالة الغراء على تعليق حضرة الأستاذ دسوقي إبراهيم على البحث (ختان البنات في مصر) ولما كانت الناحية الدينية للموضوع ليس لي فيها مجال فقد استعنت بأحد الأساتذة الإجلاء فأطلعني على فتوى للمرحوم السيد محمد رشيد رضا نشرت في ٢٥ أكتوبر سنة ١٩٠٤ في الجزء السادس من المجلد السابع من المنار، وفي المقطم في ١٣ أكتوبر سنة ١٩٣٦ وقد جاء فيها ما يأتي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>