شيء بسيط جدا في حسابنا، بل هو ابسط شيء يخطر على بالنا. . . افتح عينك تر!. . . أي شيء ابسط من ذلك وابعد من الغرابة؟
نعم هو كذلك لأننا نعالجه ونرى الألوف ممن يعالجونه كل لحظة، ولا يخطر لنا أننا نأتي بشيء غريب
ولكننا إذا رجعنا إلى أنفسنا فسألناها: ما هي الرؤية؟ وما هو معنى القوة العجيبة التي تحيط بشيء على مسافة منك وتعرف ما لونه وما شكله وما أثره وما حركاته وسكناته، ولا صلة بينك وبينه إلا الضياء؟
نسأل أنفسنا في هذا ونفكر ملياً في معناه فتستغرب النظر من قريب كما نستغرب النظر من بعيد، ونعلم أن معجزة الحس حاصلة قبل أن نسمع بالتلباثي والتلفزيون وما إليهما من وسائل الإحساس
وما قربنا المسالة حين نقول أنا ننقل الأشياء إلى حسنا بالنظر لأن بيننا وبينها الضياء
إذ ما هو الضياء؟
ولماذا يكون حتماً لزاماً متى وجد الضياء أن يكون هناك نظر وإن يكون النظر على نحو ما وعيناه؟
فالتلباثي غريبة جداً عند من تنسيه الألفة اليومية غرابة النظر والسمع والذوق وسائر المحسوسات
والتلباثي جائزة جدا عند من علم أن النظر جائز ثم سال نفسه في معنى هذا الجواز
واحسب أن الكثيرين من القراء قد جربوا هبة التلباثي كما جربتها ووقفوا منها على مبادئ تدل على نهايتها القصوى، إن لم يكتب لهم أن يملكوا هذه الهبة على أقصاها
فإنني لا أقول بجواز التلباثي معتمداً على العقل والقياس دون التجربة والمشاهدة، ولكنني أقول بذلك لأنني (جربت) بعض الوقائع التي تقربني من تصديق (التلباثي) وتنفي الغرابة عنه أو تنفي استحالته على ايسر تقدير
يحدث مرات أن اذكر إنساناً بعد سهو طويل عنه فإذا هو ماثل أمامي في اللحظة التي