للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الذي كنت أحاربه بقلمي وأصافحه بقلبي

والحق أن الأستاذ سلامة موسى رجل غير موفق، فهو يغمز العروبة والإسلام من وقت إلى وقت بلا موجب معقول، وما ذكرناه بمسلك الأستاذ مكرم عبيد إلا لندله على أن عقلاء الرجال لهم مسالك غير التي يسلك، وهل كان مكرم باشا أول قبطي هدته الفطرة السليمة إلى أن القومية المصرية قومية إسلامية؟

أذكر في هذا المجال الأستاذ وهبي بك مدير المدارس القبطية في الجيل الماضي القريب، فهو الذي عرب أسماء تلاميذ من الأقباط ليرج بهم في غمار المجتمع الإسلامي

وأذكر الأستاذ وهيب بك دوس أحد خطبائنا الكبار، وأحد المتفوقين في الأدب العربي، وأحد العارفين بأسرار الشريعة الإسلامية. أنا المسئول عن حقيقة هذا الثناء، فما رأت عيني أديباً في مثل براعة وهيب دوس، مع استثناء أفراد قلائل يسيطرون على الحياة الأدبية، ويذيعون الثقافة المصرية في الشرق

وأذكر القس إبراهيم لوقا راعي الكنيسة القبطية بمصر الجديدة، وهو الذي اتهمته جريدة المكشوف بأنه ينقل عن بعض قساوسة لبنان، ولو رآه حاسدوه وهو يهدر باللغة الفصيحة لأيقنوا أنه في غنى عن انتهاب الأفكار والآراء.

وأذكر جريدة الإنذار بالمنيا وكنت أحسبها جريدة إسلامية لحرص صاحبها على نشر محاضرات الوعاظ من المسلمين

وخلاصة القول أن جمهور الأقباط في مصر لهم نزعة إسلامية عميقة ترجع إلى صدقهم في الوطنية. وقد كان الأقباط أصهار الرسول، وهي وشيجة يحفظها الكرام من جيل إلى جيل، وكذلك يصنع جميع الأفاضل من الأقباط، إلا رجلاً واحداً يتجنى على الإسلام من حين إلى حين، وهو الأستاذ سلامة موسى على أرجح الأقوال!

نكتة أدبية

قيل إن الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده كان يلام على اصطفائه للشاعر حافظ إبراهيم، وكان شاعرنا حافظ فيما يذيع المرجفون رقيق الخلق والدين، فقال الشيخ محمد عبده: لقد صحبني حافظ إبراهيم عشرة أعوام فما استطعت أن أهديه ولا استطاع أن يضلني!

وأقول إني صحبت الأستاذ سلامة موسى عشرة أعوام فاستطعت أن أهديه قليلاً، وما

<<  <  ج:
ص:  >  >>