العلاقة بين المتن والإسناد علاقة وثيقة بحيث لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر عند النظر في الحديث والحكم عليه، ومما يميز الأئمة المتقدمين أنهم يجمعون أثناء حكمهم على الأحاديث بين نظرين: النظر إلى الإسناد والنظر إلى المتن، ولا يكتفون بأحدهما عن الآخر، بينما نجد أن المتأخرين في الغالب يقتصرون على النظر في الإسناد ويغفلون عن النظر في المتن، وهذا مما أوجد خللاً كبيرًا في حكمهم على كثير من الأحاديث بما يخالف أحكام المتقدمين.
والحافظ ابن عبد الهادي ﵀ من قلائل علماء الحديث المتأخرين الذين جمعوا في حكمهم على الأحاديث بين النظر في الإسناد والنظر في المتن.
ومن أمثلة ذلك:
- قال المنقح (٢/ ٥٢٠) - عن حديث عائشة: خرجت مع رسول الله ﷺ في عمرة في رمضان -: (هذا حديث منكر، وقوله:«في عمرة رمضان» باطل، فإن النبي ﷺ لم يعتمر في رمضان قط).
- ذكر المنقح (٤/ ٤٠) حديث جابر عند النسائي قال: أخبرنا محمد بن منصور ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: أدركني رسول الله ﷺ وكنت على ناضح لنا، فقلت: لا يزال لنا ناضح سوء، يا لهفاه. فقال النبي ﷺ:«تبيعنيه يا جابر؟» قلت: بل هو لك يا رسول الله. قال: " اللهم اغفر له،