ثالثًا: حديث أنس بن مالك رواه البخاري (٥٩٧) وغيره من طريق همام عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه: ١٤] " الشاهد من هذا الحديث هو عموم الحديث.
رابعًا: حديث جابر بن عبد الله رواه البخاري (٥٩٦) ومسلم ١/ ٤٣٨ كلاهما من طريق هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس، فجعل يسب كفار قريش، قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله ما صليتها"، فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب.
والشاهد من هذه الرواية قول عمر: حتى كادت الشمس تغرب وإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أنه في حديث عقبة قال:"وحين تتضيف الشمس للغروب".
وجاء في رواية لحديث جابر عند البخاري (٥٩٨) أن عمر قال: ما كدت أصلي العصر حتى غربت.
لكن الرواية الأولى أشهر ويمكن حمل الرواية الأخيرة على أنه لم يُصَلِّ عمر حتى بدأت الشمس بالغروب، وهو عين النهي في حديث عقبة السابق، لكن قد يقال: الأمر هنا في القضاء لا في النفل.