فأُتي بسوط مكسورٍ، فقال:"فوق هذا" فأُتي بسوطٍ جديدٍ، لم تقطع ثمرته، فقال "دون هذا" فأُتي بسوطٍ قد رُكِبَ به ولانَ، فأَمَرَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجُلِدَ، ثم قال:"أيُّها الناسُ، قد آنَ لكم أنْ تنتهوا عن حدودِ الله، مَن أصابَ من هذه القاذورات شيئًا، فَلْيَسْتَتِرْ بسِتْر الله، فإنه مَن يُبدي لنا صَفْحَتَهُ، نُقِم عليه كتابَ الله".
ورواه الشافعي في "الأم" ٦/ ١٤٥ قال: أخبرنا مالك به مرسلًا.
ثم قال الشافعي هذا حديث منقطع، ليس مما يثبت به هو نفسه حجة، وقد رأيت من أهل العلم عندنا مَن يعرفه ويقول به فنحن نقول به اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٥/ ٣٢١ - ٣٢٢ هكذا رَوَى هذا الحديثَ مرسلًا جماعةُ الرواة "للموطأ"، ولا أعلمه يستند بهذا اللفظ من وجه من الوجوه، وقد روى معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء .. ونقله عنه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" ٤/ ٩١ ولم يتعقبه بشيء.
وقال عبد الرزاق ٧/ ٣٢٣ قال ابن عيينة فأخبرني عبد الله بن دينار، قال قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال:"يا أيها الناس! اجتنبوا هذه القاذورات التي نهاكم الله عنها، ومن أصاب من ذلك شيئًا فليستتر".
ثم قال عبد الرزاق: قال يحيى بن سعيد، عن نعيم بن عبد الله بن هزال: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لهزال "لو سترته بثوبك لكان خيرًا لك"