قلت: أبو ظبيان هو حصين بن جندب الجنبي فقد نقل العلائي في "جامع التحصيل" عن ١٦٦ عن أبي حاتم أنه قال أدرك ابن مسعود ولا أظنه سمع منه والذي يثبت له ابن عباس وجرير بن عبد الله ولا تبين لي سماعه من علي -رضي الله عنهم- اهـ.
ورواه الترمذي (١٤٢٣)، وأحمد ١١٦/ ١ و ١١٨ و ١٤٠، والحاكم ٤/ ٣٨٩، كلهم من طريق الحسن البصري، عن علي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "رفع القلم عن ثلاثة عن النَّائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل".
قلت: في إسناده انقطاع قال الترمذي ٥/ ١١١ - ١١٢ حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد رُوي من غير وجه عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر بعضهم. "وعن الغلام حتى يحتلم" ولا نعرف للحسن سماعًا عن علي بن أبي طالب وقد كان الحسن في زماد عليٍّ، وقد أدركه ولكنا لا نعرف له سماعًا منه اهـ. ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ١٩٥ عن أبي زرعة أنه قال لم يسمع الحسن من عليٍّ شيئًا اهـ.
وقال الحاكم إسناده صحيح اهـ. وتعقبه الذهبي بقوله فيه إرسال اهـ. ولما نقل الألباني تعقب الذهبي قال في "الإرواء" ٢/ ٦ أصاب. فإن الحسن البصري لم يثبت سماعه من عليٍّ، ولا يكفي في مثله المعاصرة كما ادعى بعض المعاصرين، لأن الحسن معروف بالتدليس، وقد عنعنه فمثله لا تقبل عنعنته كما هو مقرر في علم المصطلح اهـ.