العيال، وقد أصابتنا شدة، فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف. فقال أبو سعيد: لا تفعل، الزم المدينة، فإنا خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - -أظن أنه قال: - حتى قدمنا عُسفان. فأقام بها ليالي، فقال الناس: والله ما نحن ها هنا في شيء، وإن عيالنا لخلوف ما نأمن عليهم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟ -ما أدري كيف قال- والذي أحلف به، أو والذي نفسي بيده: لقد هممت أو إن شئتم -لا أدري أيتهما قال- لآمُرَنَّ بناقتي تُرحَل، ثم لا أَحُلّ لها عقدة حتى أقدم المدينة".
وقال:"اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرمًا، وإني حرمت المدينة حرامًا ما بين مأزميها، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاحٌ لقتالٍ. ولا تخبط فيها شجرة إلّا لعلف. . .".
الشاهد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن إبراهيم حرم مكة".
وسيأتي أحاديث أخرى في باب ما جاء أن الإمام يخطب بمنى يوم النحر.