لي أيها الأمير أحدثك قولًا قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغدَ من يوم الفتح.
سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلم به. أنه حَمِد الله وأثنى عليه. ثم قال:"إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة، فإنْ أحدًا ترخص لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها. فقولوا له: إن الله أذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب"، فقيل لأبي شريح: ما قال عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن الحرم لا يعيذ عاصيًا ولا فارًا بدم ولا فارًا بخربة.
ثالثًا: حديث صفية بنت شيبة رواه ابن ماجه (٣١٠٩) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق ثنا أباد بن صالح عن الحسن بن مسلم بن يناف عن صفية بنت شيبة قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب عام الفتح فقال:"يا أيها الناس إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا يأخذ لقطتها إلّا منشد" فقال العباس: إلّا الإذخر فإنه للبيوت والقبور. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إلّا الإذخر".
قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": هذا الحديث وإن كان صريحًا في سماعها من النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن في إسناده أبان بن صالح وهو ضعيف. اهـ.