ورواه شعبة على وجهين، فقال أبو حاتم كما في "العلل"(٨٠٤) لما سئل عن هذا الحديث: شعبة يرويه عن حبيب عن الحسن العرني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، وشعبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
وخالف في متنه يحيى بن سليمان الجعفي فقد رواه البيهقي ٥/ ١٩٣ من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه. أن الصعب بن جثامة أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - عجز حمار وحش وهو بالجحفة، فأكل منه وأكل القوم. قال البيهقي: هذا إسناد صحيح فإن كان محفوظًا فكأنه رد الحي وقبل اللحم، والله أعلم. اهـ.
وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: في سنده يحيى بن سليمان الجعفي عن ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب هو الغافقي المصري ويحيى بن سليمان ذكره الذهبي في "الميزان" و"الكاشف" عن النسائي: أنه ليس بثقة. وقال ابن حبان: ربما أغرب. والغافقي قال النسائي: ليس بذاك القوي. وقال أبو حاتمٍ. لا يحتج به. وقال أحمد: كان سيئ الحفظ يخطى خطأ كثيرًا. وكذبه مالك في حديثين فعلي هذا لا يُشتَغل بتأويل هذا الحديث لأجل سنده ولمخالفته للحديث الصحيح. وقول البيهقي:"وقبل اللحم" يرده ما في الصحيح أنه - عليه السلام - رده.
وقال ابن القيم في "الهدي" ٢/ ١٦٤: أما حديث يحيى بن سعيد عن جعفر، فغلط بلا شك فإن الواقعة واحدة، وقد اتفق الرواة أنه لم يأكل منه، إلا هذه الرواية الشاذة المنكرة. اهـ.