قلت: وخلاصة القول أن الحديث صححه الحاكم وابن حبان والطحاوي وابن حزم وابن عبد البر وابن عساكر وغيرهم. واستنكره الإمام أحمد فضعفه. وأعرض عن التحديث به ابن مهدي لهذا نقل شيخ الإسلام في شرح كتاب الصيام من "شرحه للعمدة" ٢/ ٦٤٩: قال حرب: سمعت أحمد يقول في الحديث الذي جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان النصف من شعبان فلا صوم إلا رمضان". قال: هذا حديث منكر. قال: وسمعت أحمد يقول: لم يحدث - يعني: العلاء - حديثًا أنكر من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان النصف من شعبان؛ فلا صوم إلا رمضان" وأنكر أحمد هذا الحديث، وقال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث عن سهيل، ورواية محمد بن يحيى الكحال هذا الحديث ليس بمحفوظ، والمحفوظ الذي يروى عن أبي سلمة عن أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شعبان ورمضان اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/ ١٢٩ لما ذكر الحديث قال: قال أحمد وابن معين منكر. اهـ.
فالحديث ضعفه الأئمة النقاد وإن صححه بعض الحفاظ المعتنين بالرواية. فلا يمكن أن يعارضوا من أكبر منهم في هذا العلم وأجل خصوصًا علم العلل
لهذا قال ابن رجب الحنبلي في "اللطائف" ص ١٥٩: واختلف العلماء في صحة هذا الحديث. فصححه غير واحد منهم الترمذي وابن حبان والحاكم والطحاوي وابن عبد البر وتكلم فيه من هو