وقد حسن هذا الحديث الألباني حفظه الله، فقال بعد نقله لكلام الترمذي في "السلسلة الصحيحة" ٢/ ١٠٤ لما لم يقع للترمذي إلا طرفه الأول كما أشرنا قام في أن نفسه أبا معاوية وهم فيه فقال "أحصوا هلال شعبان لرمضان" مكان قوله: "لا تقدموا. " إلخ ولذلك حكم عليه بالوهم، ولست أرى ذلك؛ لأن رواية الدارقطني قد جمعت بين الفقرتين، غاية ما في الأمر أنه وقع فيها "ولا تخلطوا برمضان" بدل قوله "لا تقدموا شهر رمضان بيوم أو يومين" ولا يخفى أن المعنى واحد لا سيما ولفظه عند البغوي "ولا تصلوا رمضان بشيء إلا أن يوافق." إلخ وكأنه لما ذكرنا سكت البيهقي عن الحديث فلم يعله بشيء، على أني قد وجدت لأبي معاوية متابعًا، أخرجه الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات عمرو" ق ١٩٧/ ١ من طريق يحيى بن راشد ثنا محمَّد بن عمرو به ويحيى بن راشد هو المازني البراء وهو ضعيف يصلح للاعتبار والاستشهاد، فثبت أن الحديث حسن والله أعلم. اه.
وأخطأ في هذا الحديث أيضًا أبو خالد الأحمر فرواه عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس بنحوه كما عند النسائي ٤/ ١٤٩ فجعله من مسند ابن عباس ولهذا قال النسائي عقبه ٤/ ١٤٩ هذا خطأ. اه.
لأن الحديث محفوظ من مسند أبي هريرة لا من مسند ابن عباس -رضي الله عنهما-.