وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "الضعفاء": عبد الله بن بحير أَبو وائل القاص الصنعاني، وليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان ذاك ثقة، وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن ابن يزيد العجائب التي كانت مَعمولة، لا يجوز الاحتجاج به. اه.
قلت: الذي يظهر أنهما واحد، فقد نقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" ٥/ ١٣٥ عن الذهبي أنه قال: لم يُفَرِّقْ بينهما أحد قبل ابن حِبان وهما واحد. اه.
لهذا قوَّى النووي الحديث فقال في "المجموع" ٥/ ٢٩٢: إسناده جيد. اهـ.
وقال في "الخلاصة" ٢/ ١٠٣٨: رواه أَبو داود بإسناد حسن. اه.
وكذا قال في "الأذكار" ص ١٣٧، والشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" ٩/ ٣٠٤.
وروى الترمذي (٢٣٠٩) وابن ماجَهْ (٤٢٦٧) كلاهما من طريق يحيى بن معين ثنا هشام بن يوسف قال: حدثني عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان، قال: كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته؛ فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن القبر أول منازل الآخرة؛ فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد منه". قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه". هكذا لفظه وليس فيه:"استغفروا لأخيكم ... "