وعند ابن ماجه بلفظ: مات رجلٌ وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعودُه، فدفنوه باللَّيل، فلما أصبح أعلموه. فقال:"ما منعكم أن تُعلِموني؟ " قالوا: كان الليل وكنت الظُّلمَة، فكرهنا أن نَشُقَّ عليك فأتى قبره فصلى عليه.
ورواه الدارقطني ٢/ ٧٨ من طريق هريم بن سفيان عن الشيباني به بلفظ: صلى على ميت بعد ثلاث.
ورواه أيضًا الدارقطني ٢/ ٧٨ من طريق بشر بن آدم ثنا أبو عاصم عن سفيان به. بلفظ: صلى على قبر بعد شهر.
قال الدارقطني: تفرد به بشر بن آدم وخالفه غيره عن أبي عاصم. اهـ.
قلت: كلا هاتين الروايتين شاذة. قال الحافظ في "الفتح" ٣/ ٢٠٥ لما ذكر هاتين الروايتين: وهذه روايات شاذة، وسياق الطرق الصحيحة يدل على أنه صلى عليه صبيحة دفنه. اهـ.
ثانيًا: حديث عقبة بن عامر رواه البخاري (٤٠٤٢) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا زكرياء بن عدي أخبرنا ابن المبارك عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحدٍ بعد ثماني سنين كالمودِّع للأحياء والأموات، ثم طلعَ المنبرَ فقال: "إني بين أيديكم فَرَطٌ وأنا عليكم شهيد، وإن موعِدَكُم الحوضُ، وإني لأنظُرُ إليه من مَقامي هذا، وإني لستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا، ولكني أخشى