وروى أيضًا البيهقي ١/ ٢٩ من طريق موسى بن هارون بإسناده عن أبي حمزة عن عاصم عن ابن سيرين عن أنس. أن قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - انصدع فجعلت مكان الشعب سلسلة يعني أن أنسًا جعل مكان الشعب سلسلة.
قال البيهقي ١/ ٣٠: هكذا في الحديث لا أدري من قاله: موسى بن هارون أم من فوقه. اهـ.
وتعقبه الحافظ في "الفتح" ١٠/ ١٠٠ فقال: لم تتعين من هذه الرواية من قال هذا وهو "جعلتُ" بضم التاء على أنه ضمير القائل وهو أنس، بل يجوز أن يكون جُعلت بضم أوله على البناء للمجهول فتساوي الرواية التي في الصحيح اهـ.
ورجح شيخ الإسلام في "الفتاوى" ٢١/ ٨٤ - ٨٥ أن الذي سلسله أنس بن مالك.
وقال الحافظ في "التلخيص" ١/ ٦٣. وحكى البيهقي عن موسى بن هارون أو غيره أن الذي جعل السلسلة هو أنس لأن لفظه: فجعلتُ مكان الشعب سلسلة، وجزم بذلك ابن الصلاح. قلت -أي الحافظ ابن حجر-: وفيه نظر؛ لأن في الخبر عند البخاري عن عاصم قال وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقه من ذهب أو فضة فقال أبو طلحة لا تغيرن شيئًا صنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا يدل على أنه لم يغير فيه شيئًا اهـ.