لهذا تكلم الأئمة في رواية ابن جريج عن عطاء لأن ابن جريج معروف بالتدليس خصوصًا عن عطاء.
فقد نقل ابن رجب في "شرح علل الترمذي" ١/ ٣٧٦ عن الإمام أحمد أنه قال: كل شيء قال ابن جريج: قال عطاء أو عن عطاء فإنه لم يسمعه. اهـ.
ونقل الحافظ ابن حجر عن الإمام أحمد أنه قال: إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأخبرت جاء بمناكير. ونقل عن الدارقطني أنه قال: شر التدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح. اهـ.
فالظاهر أن قول ابن جريج في الأثر "ثم لم يزد عليهما حتى صلى العصر" عند أبي داود وعبد الرزاق ورواية: "ثم هي هي حتى صلى العصر" من أوهام ابن جريج فمن المستبعد إسقاط فرض بسنة.
ومما يؤيد أن ابن الزبير لم يترك الظهر ما رواه ابن أبي شيبة ٢/ ١٨٧ قال: حدثنا هشيم عن منصور عن عطاء قال: اجتمع عيدان في عهد ابن الزبير فصلى بهم العيد، ثم صلى بهم الجمعة صلاة الظهر أربعًا.
قلت: إسناده قوي ورجاله رجال الشيخين ثم أيضًا غاية ما ورد في رواية الثقات لأثر ابن الزبير أنه لم يخرج إلى الجمعة كما سبق في تخريج الأثر والله أعلم.