سابعًا: أثر ما كان في زمن عمر بن الخطاب رواه مالك في "الموطأ" ١/ ١٠٣ ومن طريقه الشافعي في "الأم" ١/ ١٧٥ عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنه أخبره، أنهم كانوا في زمان عمر بن الخطاب، يصلون يوم الجمعة، حتى يخرج عمر. فإذا خرج عمر وجلس على المنبر، وأذن المؤذن -قال ثعلبة- جلسنا نتحدث؛ فإذا سكت المؤذن، وقام عمر يخطب أيضًا فلم يتكلم منا أحد.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" ٩/ ١٢٨: إسناده جيد. اهـ.
وقال الشافعي في "الأم" ١/ ١٧٥: حدثني ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب قال: حدثني ثعلبة به وزاد في أوله: أن قعود الإمام يقطع السبحة وأن كلامه يقطع الكلام.
قال النووي في "المجموع" ٤/ ٢٢٠: حديث ثعلبة رواه الشافعي في "الأم" بإسنادين صحيحين. اهـ.
وقد انْتُقِدَ في هذه العبارة.
قال الألباني حفظه الله في "تمام المنة" ص ٣٣٩. كذا قال وهو يعني ابن أبي فديك ومالك عن ابن شهاب، وهذا اصطلاح خاص بالنووي انتقده عليه العسقلاني وغيره لما فيه من الإيهام لمن لا معرفة له؛ أن له طريقًا أخرى عند الشافعي عن ثعلبة، وهو خلاف الواقع؛ فإنه عن ابن شهاب وحده ... اهـ.