وبعض الفقهاء يرويه:"كما يحب أن تؤتى عزائمه". وليس هذا لفظ الحديث؛ وذلك لأن الرخص إنما أباحها الله لحاجة العباد إليها، والمؤمنون يستعينون بها على عبادته؛ فهو يحب الأخذ بها، لأن الكريم يحب قبول إحسانه وفضله كما قال في حديث القصر "صدقة تصدق الله بها عليكم؛ فاقبلوا صدقته" ولأنه بها تتم عبادته وطاعته. اهـ.
ثالثًا: حديث ابن مسعود رواه الطبراني في "الأوسط" ٣/ ٨٩ قال: حدثنا أبو مسلم قال: نا معمر بن عبد الله الأنصاري قال: نا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يحب أن تعمل رخصه كما يحبّ أن تعمل عزائمه".
قال الطبراني في "الأوسط" ٣/ ٨٩: لم يرو هذا الحديث مرفوعًا عن شعبة إلا معمر ومسكين بن بكير الحراني. اهـ.
قلت: معمر بن عبد الله الأنصاري. قال العقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٢٠٧: لا يتابع على رفع حديثه. اهـ.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ١٦٢.
وأما متابعة مسكين بن بكير فقد رواه ابن عدي في "الكامل" ٦/ ٣٦٥ من طريق مصعب بن سعيد ثنا مسكين به.
وهذا المتابعة ليست بذاك؛ لأن مصعب بن سعيد أبا خيثمة المصيصي ضعفه ابن عدي فقال في "الكامل" ٦/ ٣٦٥: الضعف على حديثه بيّن. اهـ.