وتعقبه ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" ٢/ ٤٠ فقال: لم يخرج البخاري ومسلم قوله: "وما فاتكم فاقضوا" في "صحيحيهما"، وإنما لفظهما "وما فاتكم فأتموا" تم ذكر طرق حديث أبي هريرة وأبو قتادة وأنس، ثم نقل عن البيهقي قوله: والذين قالوا "فأتموا" أكثر وأحفظ وألزم لأبي هريرة فهو أولى ... وذكر أيضًا ما رواه البيهقي من طريق أحمد بن سلمة قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لا أعلم هذه اللفظة رواها عن الزهري ابن عيينة "واقضوا ما فاتكم" قال مسلم: أخطأ ابن عيينة في هذه اللفظة، ثم نقل أيضًا ابن عبد الهادي قول أبو داود: وكذا قال ابن سيرين عن أبي هريرة ويقضي وكذا قال أبو رافع عن أبي هريرة وأبي ذر، روي عنه "فأتموا واقضوا" اختلف عنه.
ثم قال ابن عبد الهادي: والتحقيق أنه ليس بين اللفظين فرق فإن القضاء هو الإتمام في عرف الشرع، قال الله تعالى:{فَإِذَا قَضَيتُمْ مَنَاسِكَكُمْ}[البقرة: ٢٠٠] وقال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ}[الجمعة: ١٠]. اهـ.
وتعقب ابن التركماني البيهقي كما في "الجوهو النقي" ٢/ ٢٩٧ في دعوى تخطئة ابن عيينة، فقال: تابعه ابن أبي ذئب، فرواها عن الزهريّ كذلك، كذا أخرج هذا الحديث أبو نعيم في "المستخرج على الصحيحين" وتابعه أيضًا سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة به وفيه: "فصلوا ما أدركتم واقضوا ما سبقكم". اهـ.