وجزم إمام بصحته لهذا قال الذهبي في كتاب "الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم" ص ٢٤. "وأما التابعون فيكاد يعدم فيهم من يكذب عمدًا، ولكن لهم غلط وأوهام فمن ندر غلطه في جنب ما قد حصَّل احتمل، ومن تعدد غلطه وكان من أوعية العلم اغتفر له أيضًا، ونقل حديثه وعمل به على تردد بين الأئمة الأثبات، وفي الاحتجاج عمن هذا نعته، كالحارث الأعور وعاصم ابن أبي ضمرة وصالح مولى التوأمة وعطاء السائب ونحوهم، ومن فحش خطؤه وكثر تفرده لم يحتج بحديثه، ولا يكاد يقع ذلك في التابعين الأولين، ويوجد ذلك في صغار التابعين فمن بعدهم، وأما أصحاب التابعين كمالك والأوزاعي، وهذا الضرب فعلى المراتب المذكورة، ووجد في عصرهم من يتعمَّد الكذب أو من كثر غلطه وغلظ تخبيطه، فترك حديثه" اهـ.
وقال أيضًا في كتاب "ديوان الضعفاء والمتروكين" ص ٣٧٤ "وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه، وتُلقِّي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول، ومن ركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فمن بعدهم، فهو أضعف لخبره، لا سيما إذا انفرد به" اهـ ونحو ذلك قال في "الموقظة" ص ٧٩، وفي "الميزان" ٣/ ٤٢٦ في ترجمة مالك الخير، ونحوه قال أيضًا ابن كثير في "اختصار علوم الحديث" ص ٩٢ وعبد الغني في "قرة العين في ضبط رجال الصحيحين" ص ٨ والمعلمي في "التنكيل" ١/ ٦٩.