سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خريفًا، خير له من أن يمر بين يديه". اهـ.
قلت: والذي يظهر أنه لم يضبط سنده ولا متنه.
أما بالنسبة لسنده فقد قال الزيلعي أيضًا في "نصب الراية" ٢/ ٧٩: إن متنه عكس متن "الصحيحين" فالمسؤول في لفظ "الصحيحين" هو أَبو الجهم، وهو الراوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسؤول -الراوي عند البزار- زيد بن خالد، وينسب ابن القطان وابن عبد البر الوهم لابن عيينة، قال ابن القطان في "كتابه" بعد أن ذكرهم من جهة البزار: وقد خطأ الناس ابن عيينة في ذلك، لمخالفته رواية مالك وليس خطؤه بمتعين لاحتمال أن يكون أَبو جهيم بعث بشر بن سعيد إلى زيد بن خالد، وزيد بن خالد بعثه إلى أبي جهيم بعد أن أخبره بما عنده ليتثبته فيما عنده، فأخبر كل واحد منهما بمحفوظه وشك أحدهما وجزم الآخر -بأربعين خريفًا- واجتمع ذلك كله عند أبي النضر وحدث به الإمامين: مالك وابن عيينة، فحفظ مالك حديث أبي جهيم وحفظ سفيان حديث زيد بن خالد. اهـ.
قلت: وفي هذا الجمع بُعْد ظاهر قال الحافظ ابن حجر في "الدراية" ١/ ١٧٩: وهذا اختلاف شديد على ابن عيينة، ثم ذكر جمع ابن القطان تعقبه الحافظ فقال: ولا يخفى تكلفه. اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/ ١٤٧: روى ابن عيينة هذا الحديث مقلوبًا عن أبي النضر عن بسر بن سعيد، جعل في موضع زيد بن خالد أبا جهيم وفي موضع أبي جهيم زيد بن خالد. اهـ.