ليس مما يضير القراء ألا يوفقوا كلهم إلى غاية واحدة، فان في استطلاعهم إياها في أجواء مختلفة فائدة لا تقدر، وفي ذهابهم مناحي متباينة بعد أن تكون هناك سلطة يستهذون بها. وهذا والثقافة كانت لجلاء الذهن وإطلاق الفكر قبل أن تكون عامل إرشاد وتهذيب
تتوجه أنظار المفكرين، في هذا الزمن، إلى انتشال الإنسانية من وهاد الاضطهادات التي ترددت فيها، وأني لا أقدر لهؤلاء المفكرين أن يظل الإنسان موضع اهتمامهم يوم يفلت من قيده وينطلق حراً شريفاً، فلا يعنون به إلا خانعاً ذليلاً أو غرا جهولا، بل ولقد أسبغ على نفوسنا طول تحدثنا عن البؤس وتغنينا بمحامده ومزاياه حلة من الخنوع والاستكانة لا تليق بها
جميل أن نحلم بمجتمع تعم نعماؤه الأفراد، وأجمل منه أن نوقن بقرب قيام هذا المجتمع.