يقول النبي (ألا تؤمنوني وأنا أمين في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء) وإليها تصعد دعوة المظلوم ففي الحديث (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة) والملائكة تتحدث في عنان السماء. وما أجمل الخلق النبوي حين يقول محمد (لا تفضلوني على يونس بن متي). ذلك أن النظرة القاصرة تفرق بين إسراء محمد إلى سدرا المنتهى وهبوط الحوت بيونس إلى قعر البحار في أسفل الأرض، ولكن محمداً لا يرتضي هذه التفرقة لأنهما كان في القرب من الله سواء.
وجاء في الخبر (أربعة أملاك اجتمعوا في الهواء، أحدهم هبط من العلو، والآخر ارتفع من السفل، والآخر من المشرق، والآخر من المغرب، واحد منهم يقول:
(أقبلت من عند ربي، فسبحان الموجود في الكل مكانه، مشيئته ووجوده قدرته، والعرش والثرى وما بينهما هو حد الخلق الأسفل والأعلى بمنزلة خردلة في قبضته هو أعلى من ذلك بما لا يدركه العقل ولا يكيفه الوهم. ولا نهاية لعلوه ولا فوق لسموه ولا بعد في دنوه ولا حس في وجوده ولا مس في شهوده ولا إدراك لحضوره، ولا حيطة لحيطته).