علين كما تراءون الكوكب الدري في أفق السماء) (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين)(شهاباً رصدا) و (ذو مرة فاستوى) والعرش هو أعلى المخلوقات) (عند سدرا المنتهى) والإسراء بالنبي والمعراج به من الأرض إلى السماء والرسالات كانت تهبط بالوحي من السماء على ألسنة الأنبياء والمرسلين، وآمنت بهم شعوب وقبائل وكفرت مدائن (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها).
قال عباس بن مرداس:
فمن مبلغ عن النبي محمداً ... وكل امرئ يجري بما قد تكلما
تعالى علوا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظما
وقال أيضاً:
رأيتك يا خير البرية كلها ... توسطت في القربى من المجد مالكا
فأنت المصفى من قريش إذا سمت ... غلاصمها تبقى القروم الفواركا
وقال العباس في مدح النبي:
حتى سما بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
ويقول شوقي في نهج البردة:
حتى بلغت سماء لا يطار ... لها على جناح ولا يسعى على قدم
وكانت المرأة تأتي رسول الله فيسألها: أين ربك؟ فتقول:
في السماء. فيقول: دعوها فإنها مؤمنة.
ولقد نشأ الأستاذ الأكبر لأصحاب المعالي في صحراء جرداء فصفت نفسه من شوائب المادة وخلصت إلى أسمى المعاني، وجال فكره بين الجبال والوهاد والشعاب والتلاع، والربى والقاع، وتطلع بنظره إلى السماء يتأمل ما فيها، وفي ذات يوم شرف بسمعه على حفل سامر بمكة، فإذا به ينام، ولا يسمع شيئا. لأن الله تعالى عصمه من الدنيا ورفعه إلى المعالي، من حيث أراد الإشراف من أعلى الجبل على زامر الحي، وطالما كان لجبل أحد مكان في دعوة الإسلام، لهذا أحبه النبي القائل (أحد جبل يحبنا ونحبه) وهذه عاطفة إنسانية تتجه نحو مادة ترابية، وما كان ذلك ليكون من حيث هو جبل من تراب ولكن لامتزاج هذا