أجوبة الخرفشة وقد كان من حظك أنى نشطت أمس إلا ترى اثر هذا النشاط؟ وهل تدري من أين جاء النشاط؟ جاء به الشيطان من إيطاليا. . . والسلام عليكم.
مصطفى صادق الرافعي
إلى صديقي الدكتور محمد يوسف موسى
تعودت أن أقرا (الرسالة) من آخرها. أبدا بالأزهريات ثم الأدب والفن في أسبوع، لولدنا الشات (العجوز) عباس خضر، الذي أحسده على ضبط أعصابه وحسن تأنيه؛ ثم استسلم لهواي فيما بقي من عنوانات.
وجرياً على العادة، بدأت قراءة العدد الأخير من الرسالة، بمعركة. (القزويني) التي كان لنا - ولا فخر - شرف شهودها في ميدانها الأول، منذ أول شرارة، ثم مازلنا نتجرع كاسها القذرة المريرة في غيره من الميادين فشعرت بأن (كابوساً) من الهم الثقيل جثم على صدري، فاختنقت وشعرت بذلة وهوان، لا يحتملها إنسان. . .
وكان مقالك يا - دكتور - (إسعافاً) وجدت به روحا، رد روحي، وأشعرني واردا من الاطمئنان إلى إن الأزهر لما يزل بخير!
ليت شعري - يا صديقي الدكتور - وحال الأزهر مشهور متعالم، ما معنى المقام على هذه الحال؟
السنا في أمة تعتز بماضيها وحاضرها، وتتطلع مستقبلها؟!
أولسنا في عهد اكرم ملوك مصر على مصر، وأبعدهم مدى همة، وأطولهم يدا في نواحي الإصلاح والعمارة؟!
أولسنا في عهد حكومة شعبية حريصة على أن تعمل لغدها، اكثر مما تعمل ليومها، في عناية وإخلاص؟!
بلى. . . فما بال هذا العبث الصارخ إذا في هذا الزمن الجاد؟! لا جرم أن بقاء الأزهر على حاله الحاضرة عبث أي عبث فأما أن يصلح، وأما أن يغلق. وحسبه ما سجله تاريخه الطويل من مجد، ومن إجمال، ومن آثار.
أما بعد، فاكتب - يا دكتوري العظيم - ثم أكتب؛ وضع اسمي المتواضع، قبل اسمك