ولكنه حين يقول: ما علمك ما أنت منهم فقد أراه ماهيته وحقيقته وشخصيته وموضعه وكل ما يتعلق به باعتباره قطعة من الوجود، فيكون بذلك دارسا كل حقيقة من سياسية وأدبية وعلمية ومالية والخ، وهذا هو العلم في أوسع وأدق معانيه على اعتبار انه دراسة لنواميس الوجود في تلك القطعة من الوجود التي عبر عنها الشيخ بما. . .
واليك أجوبة خرفشتك العجيبة! فان مثل (أوراق الورد) لو أتفق فيه عشرون غلطة نحوية ولغوية لا تقبل التأويل فان ذلك لا يؤثر فيه لأن صفحة واحدة من هذه المعاني هي ذخيرة للغة العربية
الأفعال تضمن بعضها معاني بعض، فإذا ضمن فعل معنى فعل آخر استعمل استعماله فيتعدى بمن أو على الخ - فتمتاز على الشمس - أي تفضل - وإني استعمل التضمين كثيرا واتعمده، لأنه يجمع بلاغتين. وكان صادق عنبر كلمني في ذلك وقال: إن التضمين سماعي فقلت له، أن الشواهد الموجودة منه تعد بالألوف. وبذلك يخرج عن أن يكون سماعيا ويجوز لنا استعماله للتوسع في اللغة
ومجيء الواو بعد إلا وارد في القرآن، فليس هناك افصح وفصيح لا في الأسلوب، فإن كانت الواو تجعل العبارة اجمل وضعت وإن كان حذفها حذفت؛ ولذلك تراني استعملها على الوجهين فمرة أثبتها ومرة أحذفها.
ولفظة (العادية) صحيحة لأنها منسوبة إلى العادة وهي هنا فقط. وقد تنبهت لها عند كتابتها وحذفتها في مواضع أخرى واستعملت مكانها ألفاظ غيرها؛ ولكني رايتها طريفة في عبارة القطعة البشرية العادية فتركتها، لأن الغرض تحقير القطعة واعتبارها غير ذات شان إذ كانت مما تجري به العادة فليس فيها ما تنفرد به أو تقع موقعا غريباً، ومع ذلك تنقلب (خارقة للعادة) فخرقها للعادة يقتضي ذلك التعبير. (وأكتشف) صحيحة وأنا استعملها كثيرا وأن لم توجد في المعاجم، لأن شأننا شان العرب ما دمنا نضع على طريقتهم، ولا قيمة لكاتب لا يضع في اللغة أوضاعاً جديدة.
وقوله، وقامت عذراها للقياك كناية عن الأشجار والغصون، أي متى جاء النسيم استقبلته عذارى الروض وأخذت تتيه وتتمايل. وتسمية الأشجار بعذارى الروض كناية جميلة لان في الأشجار روحا نسائية حقيقية كما تجد في فصل الشجرات. وأفهمت يا أبا رية؟ هذه